كلمة حول الوقوف بجانب إخواننا بسوريا
فقد اقترن الجهاد بالمال بالجهاد بالنفس في القرآن في عَشَرة مواضع ، تقدَّم فيها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في تسعة مواضع منها ، من ذلك قوله تعالى : ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْـمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْـحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) [ النساء : 95 ].
وقوله تعالى : ( انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [التوبة: 41] .
وغيرها من الآيات الكريمة .
ولذلك حِكَمٌ وأسرارٌ ، وقف عليها المفسرون ، رحمهم الله .
قال صاحب البرهان رحمه الله : وجه التقديم أن الجهاد يستدعي تقديم إنفاق الأموال أولاً ؛ فهو من باب السبق بالسببية .
وقال الآلوسي رحمه الله : لعل تقديم الأموال على الأنفس لِمَا أن المجاهدة بالأموال أكثر وقوعاً ، وأتم دفعاً للحاجة ؛ حيث لا يُتصَوَر المجاهدة بالنفس بلا مجاهدة بالمال ، وقيل : ترتيب هذه المتعاطفات في الآية على حسب الوقوع ؛ فالجهاد بالمال لنحو التأهب للحرب ، ثم الجهاد بالنفس انتهى .
هذا وإن إخواننا بسوريا اليوم يتعرضون لأزمة عارمة ، وظلم عظيم ، وعدوان أثيم ، من عصابة مجرمة ، لا ترقب فيهم إلا ولا ذمة ، ألحقت بهم وبأرواحهم وبأسرهم وأطفالهم ونسائهم وبممتلكاتهم وبيوتهم وأعمالهم أضرارا بالغة ، مما يوجب على إخوانهم المسلمين الوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة ، حتى يأذن الله تعالى بكشفها ، بالدعاء أولا ، والتضرع إلى الله برفع ذلك عنهم ، في صلواتهم وغيرها ، ثم بتقديم كل ما يستطيعون من عون مادي عاجل ، لدفع ما حلّ بهم من مصائب ، وتخفيف ما أصابهم من البلاء ، وقد قال ربنا سبحانه ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات .
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : ” المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يُسلمه ( أي لا يتخلّى عنه ) ومن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كُربة ، فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ” متفق عليه .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين ، واخذل العصابة النصيرية بالشام ، ولا ترفع لهم آية ، واجعلهم لمن خلفهم آية ، ونج المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات ، برحمتك وأنت أرحم الراحمين .
والله المستعان ، وعليه التكلان .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم