أرشيف الفتاوى

الصلاة والصيام في رمضان فقط !!

 

السؤال :
ما حكم المسلم أو المسلمة الذي يصلي ويصوم في رمضان فقط !!
ثم يترك الصلاة والطاعة بعد انتهاء شهر رمضان؟!

الجواب:

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ،،،

وبعد:

فهذه حال بعض المسلمين وللأسف الشديد ، تجده يصلي في رمضان مع الجماعة ، ويحرص على ذلك ، وعلى قراءة القرآن فإذا انصرف الشهر ترك ما كان عليه من الخير والإستقامة ، وعاد إلى الانشغال بالدنيا وملذاتها وشهواتها ولهوها ولعبها، وقد حذر الله تعالى من هذه الحال فقال: <ولاتكُونوا كالتي نَقَضَتْ غزْلها مِنْ بعد قوة أنكاثاً> [النحل: 93].
وهو مثل لناقضي العهود بعد توثيقها ، أي : ولا تكونوا كتلك المرأة الحمقاء التي تغزل وتتعب في غزلها ثم بعد ذلك تنقض غزلها المبرم القوي إلى أنكاث ، وهو ما يحتاج إلى غزل جديد .
فهذا الذي صلى في رمضان وبنى أعمالا صالحة طيلة الشهر ثم عاد إلى التفريط وترك الصلاة والعبادة ، مثله مثل تلك المرأة الحمقاء التي تنقض ما غزلته ، وتهدم مابنته بالجهد والتعب والمشقة … وماذاك إلا لقلة عقلها وضعف بصيرتها .

وقد أخرج البخاري : عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك صلاة العصر ، حبط عمله».

فمن ترك صلاة واحدة حبط عمله ، أي : هلك وفسد ، فكيف بمن يترك الصلوات كلها ، فلا شك أن ما بناه سابقاً من العمل الصالح يهلك ويفسد.

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة » رواه مسلم .
فتارك الصلاة إذاً قد خرج من الإسلام إلى الكفر والشرك ، ومن أشرك فقد حبط عمله كما قال عز وجل : <وَلَقَدْ أوْحي إليْكَ وَإِلى الذينَ مِنْ قَبْلِك لئِنْ أشْركَتَ لَيَحْبَطنَّ عَمَـلُكَ ولتكُونَّنَ مِنَ الخاسِرين>. [الزمر: 65] أي : ليبطلن ويفسدن.

فالمطلوب من المسلم والمسلمة الاستقامة على دين الله تعالى إلى آخر العمر، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: <واعْـبُدْ رَبَّكَ حتَى يَـأتيَكَ اليَقِين>[الحجر: 99]

وقال عيسى عليه السلام كما حكى الله عنه في كتابه: <وأوْصَاني بالصَّـلاةِ والزكاةِ ما دُمْتُ حيَّـاً>. [مريم: 31].
والله الموفق ،،،
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحابته أجمعين

زر الذهاب إلى الأعلى