المرأة عام

حجاب المرأة المسلمة -3

 

حجاب المرأة المسلمة -3-

 عبد الله بن عبد الرحمن آل سند

[ منزلة المرأة في الإسلام ]
إن كرامة المرأة المسلمة بلغت في الإسلام من الصيانة مبلغاً ما بلغته كرامة امرأة في الوجود ، واسمع نبي الإسلام محمداً r يقول : خيركم خيركم لأهله : وأنا خيركم لأهلي (3) وفي آخر عهده عند وفاتهr كان يوصي بالنساء ويقول : ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عَوان عندكم (4) .

أليست المرأة المسلمة تتزوج برضاها غير مكرهة كالرجل ، وتحصل على الطلاق إذا هُضِمَ حق من حقوقها ، إذ ما من امرأة يخل الزوج بحقوقها ترفع أمرها للقضاء إلا وخولها حق الطلاق من زوجها الذي هضمها حقها ، ولم يف لها بشروطها التي تزوجها عليها ، وما على الزوج والحال هذه إلا أن يؤدي الحقوق كاملة أو يرضى بالفراق ، مهما كان مراً قال الله عز وجل 🙂 فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ( [ البقرة : 229] .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) حديث صحيح ، أخرجه الترمذي ( 3895 ) والدارمي ( 2/159 ) وابن حبان ( 1312 – زوائد ) عن محمد بن يوسف عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً به ، وتمامه : (( وإذا مات صاحبكم فدعوه )) وليس عند الدارمي وابن حبان (( وأنا خيركم لأهلي )) .

قال الترمذي : حسن غريب صحيح من حديث الثوري ما أقلَّ من رواه عن الثوري .

وإسناده صحيح على شرط البخاري .

وللحديث شاهد من حديث ابن عباس وآخر من حديث ابن عمرو ، انظر الترغيب للمنذري ( 3/49 ) و(( الصحيحة )) ( 285) للعلامة الألباني .  

(4) حديث حسن ، أخرجه الترمذي ( 1163 ) وابن ماجه ( 1851 ) والنسائي في الكبرى – كما في التحفة ( 8/133 ) –عن الحسين علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حَجَّة الوداع مع رسول الله r فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ فذكر في الحديث قصة فقال : ألا واستوصوا بالنساء خيراً ، فإنما هُنَّ عَوَانٍ عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مُبَيِّنة ، فإن فعلن فهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مُبَرِّحٍ ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، إلا إنَّ لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فَرُشكم مَنْ تكرهون ، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقُّهُن عليكم أن تُحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن .

قال الترمذي : حسن صحيح ، ورجاله ثقات رجال الشيخين سوى سليمان بن عمرو ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن القطان : مجهول ، وقال الحافظ : مقبول .

وللحديث طريق آخر : فقد أخرجه أحمد ( 5/72 – 73 ) عن حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال : كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله r في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال : يا أيها الناس أتدرون في أي شهر أنتم … فذكر الخطبة وفيه نحو الحديث السابق . وفيه علي بن زيد وهو ابن جدعان التيمي ، لين الحديث ، لكن حديثه حسن في المتابعات ، وهذه منها ، والله أعلم . 

إن المرأة المسلمة لا تدانيها امرأة في العالم إذ قد أعطيت حقوقها المالية كاملة ، فإن لها الحق في عقد ما شاءت من العقود المالية كالبيع والشراء والإيجار والكراء والمقاولة والمضاربة ، فجميع تصرفاتها المالية جائزة لا حجر عليها فيها ، وكذا هبتها وصدقتها ووقفها وجميع ما تنفقه متقربة به إلى الله تبارك وتعالى .

قال الله سبحانه وتعالى 🙂 يا أيها النبي قُل لأزواجِكَ وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنينَ عليهنَّ من جَلابيبِهِنَّ ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ ( [ الأحزاب : 59 ] .

يحوط الله تعالى المرأة المؤمنة في الآية الكريمة بإطار من الصون والكرامة فأمر نبيهr بأن يُلْزِم نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن ، والجلباب : الثوب الواسع ، أي أن يستترن بثيايهن الواسعة ليُعْرفن بالتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال دنيئة ، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة جريئة ولا توجه إليهن أقوالاً بذيئةٍ .

فبالله ماذا سترت بعض نساء يدعين الإسلام الآن من زينتهن التي أمرن بسترها إذا كن في الطريق عاريات الأذرع والصدور ، مصبوغات الوجوه والعيون والثغور ، حاسرات الرؤوس مسترسلات الشعور ؟!! .

ماذا تركت المرأة المسلمة لغيرها من فنون التبرج ، وماذا أبقت لنفسها من ضروب الاحتشام ، إنها لم تترك من ذلك ولم تبق شيئاً ، فبالله أيتها المرأة المؤمنة أتستطيعين أن تفرقي ما بين الراقصة الخليعة الفاجرة وبين المرأة الشريفة الطاهرة ؟!! .

لذلك تطارد الذئاب المرأة الشريفة كغيرها إذ يظنونها صيداً ، فتسمع وترى ما يخجلها ويؤذيها لأنها تشبهت بمن لا كرامة ولا شرف لها ، ولم تتحصن بوقار الاحتشام فضاعت وظنوا أنها سلعة كبقية السلع وعرضت نفسها للمهانة .
فيا حسرةً على النساء لقد فَقَدْتِ أيتها المرأة المسلمة احترامك عندما خلعت الخمار والغطاء فخلعت معه الحياء والاحتشام والوقار .

فالخمار شعار التقوى والإسلام .

والخمار برهان الحياء والوقار والاحتشام .

والخمار سياج الإجلال والاحترام .

والخمار أيتها المرأة المسلمة أشرف إكليل لجمالك .

والخمار أعظم دليل على إيمانك وعفافك .

يا أيتها المرأة المسلمة صوني جسمك الطاهر من اعتداء الأعين ، وحصِّنيه بالخمار لتذودي عنه السهام

الغازية .

يا أيتها المرأة المسلمة الغافلة ، كثيرات من نساء عصرك فجرن ، فلماذا تقلدينهن ؟! كثيرات من نساء عصرك تركن تعاليم الإسلام فلم تحرصين على متابعتهن ؟! ألا تعلمين أن رسول الله r قال : من أحب قوماً حشر معهم (5) ، وقال أيضاً : من تشبه بقوم فهو منهم (6) .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(5) ضعيف ، أخرجه الطبراني في الكبير ( 3/2519 ) حدثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ثنا أيوب عن زياد عن عزة بنت عياض قال : سمعت أبا قرصافة قال : قال النبيr : من أحب قوماً حشره الله في زمرتهم ، قال الهيثمي في المجمع ( 10/281 ) : وفيه من لم أعرفهم .

لكن في معناه ، ما أخرجه البخاري في الأدب ( 10/577 ) ومسلم ( 4/2032 – 2033 ) عن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبيr : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحبُّ الله ورسوله ، قال : أنت مع مَنْ أحببت ، زاد مسلم : قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشدَّ من قول النبيr : فإنك مع من أحببت قال أنس : فأنا أحبُّ الله ورسوله وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم .

وأخرجاه أيضاً من حديث ابن مسعود وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما ، وسيأتي من كلام ابن عمرو ما يشبه ما ذكره المؤلف رحمه الله ، انظره في الحديث التالي .

(6) حديث صحيح ، أخرجه أبو داود ( 4/4031 ) عن ابن عمر مرفوعاً به ، ورجاله ثقات سوى عبد الرحمن بن ثابت العنسي فإنه حسن الحديث .

وأخرجه أحمد ( 2/50 ، 92 ) من الطريق نفسه بسياق أتم ولفظه بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجُعِلَ رزقي تحت ظلِّ رمحي ، وجُعِل الذِّلةُ والصَّغَارُ على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .

وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في (( اقتضاء الصراط المستقيم )) (ص82) وقال : وهذا إسناد جيد . وعزاه الهيثمي في المجمع (5/267) للطبراني في الكبير .

ولم يتفرد به ابن ثوبان فقد تابعه الوليد بن مسلم ، أخرجه الطحاوي في (( المشكل )) (1/88) بمثل لفظ أحمد وله شاهد من حديث حذيفة مختصراً بمثل لفظ أبي داود ، أخرجه الطبراني في الأوسط – كما في المجمع (10/271) – وقال الهيثمي : وفيه علي بين غراب وقد وثقه غير واحد وضعفه بعضهم ، وبقية رجاله ثقات .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وهذا الحديث أقل أحواله : أنه يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله:) ومن يتولهم منكم فإنه منهم([ المائدة : 51] وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (( من بنى بأرض المشركين ، وصنع نيروزهم ومهرجانهم ، وتشبه بهم حتى يموت حُشر معهم يوم القيامة )).

فقد يحمل هذا على التشبه المطلق ، فإنه يوجب الكفر ، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك ، وقد يحمل على أنه صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه ، فإن كان كفراً أو معصية أو شعاراً للكفر أو للمعصية : كان حكمه كذلك .

وبكل حال : فهو يقتضي تحريم التشبه بهم بعلة كونه تشبهاً )) اهـ .  

وقال : لا يكون أحدكم إمَّعَةً يقول : أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ، ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تُحسنوا ، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم (7) ، وهو صلى الله عليه وسلم الذي قال : ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون (8) .
قد يظن بعض الآباء والأمهات أن تبرج بناتهن واستعراض جمالهن يُعَجِّل بزواجهن !! فيعرضوا بناتهم كما يعرض التاجر سلعته للبيع !! وما يفطن هؤلاء الآباء والأمهات إلى أن الذي يطلب الزواج بابنتهم لجمالها ودلالها ولا يستنكر تجردها من الحياء والاحتشام ، وخروجها على آداب الإسلام هو رجل شهواني يبحث عما يُشبع نزواته ولا يبحث عن قلب سليم تقي ليسعد ، فلن يكون هذا الرجل زوجاً صالحاً كريماً .

فتبرج المرأة ضرر جسيم وخطر عظيم ، يخرب الدِّيار ويجلب الخزي والعار ، فكم دعا إلى العداوة والبغضاء بين الأخت وأختها والأخ وأخيه ، وكم فصل الزوج عن زوجته وحرمه بناته وبنيه ، وكم خيَّب الآمال ، وحسر قلوب النساء والرجال ، ودعا إلى الحرام وترك الحلال .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(7) فيه ضعف ، أخرجه الترمذي في (( البر والصلة )) (4/2007) عن حذيفة مرفوعاً بنحوه . وقال : حديث حسن غريب لا نعرفع إلا من هذا الوجه .

وفيه شيخ الترمذي أبو هاشم الرفاعي محمد بن يزيد بن كثير ، قال البخاري : رأيتهم مجتمعين على ضعفه ، وقد ضعفه أبو حاتم والنسائي ، وقال البرقاني ثقة أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح .

وقد صح موقوفا على ابن مسعود ، أخرجه ابن عبد البر في (( جامع بيان العلم وفضله )) (2/136 – 137) إنه كان يقول : اغد عالماً أو متعلماً ولا تغد إمعة فيما بين ذلك .

وقال : كنا ندعو الإمعة في الجاهلية : الذي يُدعى إلى الطعام فيذهب معه بغيره ، وهو فيكم اليوم المُحْقِبُ دينه الرجال .

قال في النهاية : أراد الذي يُقلّد دينه لكل أحد ، أي يجعل دينه تابعاً لدين غيره بلا حُجَّة لا برهان ولا رَوِيَّة ، وهو من الإرداف على الحَقِيبة .

(8) أخرجه البخاري في الخمس (6/217 ) وفي المناقب (6/632) وفي الاعتصام (13/293) وفي التوحيد (13/442) عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعاً وأوله : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم ويعطي الله ولن يزال .. بألفاظ متقاربة وليس في بعض الطرق هذه الزيادة التي في أوله .

وأخرجه مسلم من حديث جابر في الإيمان (1/137) وفي الإمارة (3/1524) ، وأخرجه من حديث ثوبان (3/1523) .

وأخرجه من حديث جابر بن سمرة (3/1524) بلفظ : لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة .

وأخرجه من حديث عقبة بن عامر (3/1524 – 1525) ، وأخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص (3/1525) بلفظ : لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة .

***********************************************
يا أيتها المرأة المؤمنة صوني عفافك ولا تؤذي النفوس وتغويها ، ولا تضيعي الآداب والأخلاق وتفسديها ، والزمي حدود ربك ولا تتعديها ، واستري زينتك كما أمرك ربك ولا تبديها ، فما أسعد المرأة المؤمنة التي تشعر بأن جمالها برئ لم تقترف إثماً ، ولم تُؤذِ أحداً ، ولم تُسبب حسرة ، ولم تُثِر شهوة ، ولم تلتهم لحمها الأنظار ولم تلك عِرضها الأفواه ، فجمالك إذا صنته كان سعادة ونعمة ، وإذا ابتذلته حَولْتِهِ شقوة ونقمة .

وقال أهل العلم : إذا ظهر في امرأة ثلاث خصال تُسمى وَقِحَةً : خروجها من بيتها متبرجة ، ونظرها إلى الأجانب ، ورفع صوتها بالضحك حيث يسمع الأجانب ولو كانت صالحة ، لأنها شبهت نفسها بالخبيثة .

حاشا أن ترضى امرأة ذات حياء ودين بهذا الاسم على نفسها ، فينبغي لمن تخاف الله عز وجل أن تَقَرَّ في بيتها ، وألا تخرج متبرجة حفظا للصون والعفاف .

وإنه ليشق على المرأة الطائشة الجاهلة أن تستر جمالها الصطنع ، ويؤلمها أشد الألم ألا تفتن الناس بمحاسنها وألا تسمع كلمة الاستحسان من الجاهلين فتطير بها فرحاً .

[ المثقفات والتبرج !! ] :

وأعجب العجب أن تحذو حذوها وتعمل عملها مثقفة مسلمة ، متخرجة من الكليات ، حاملة أعلى الشهادات فتتغافل عن أمر الله تعالى ، وتتبرأ من الخمار وتبيح لنفسها ما حرم ربها ، متعمدة مصرة على إتباع هواها ، قال الله تبارك وتعالى : ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين  [ القصص : 50] .

فويل لهذه المتعلمة المتجاهلة التي لا تستطيع أن تعصي هواها ، وتستهين بأن تعصي خالقها ومولاها ، وتسمع آيات الله وتفهم أمره المؤكد بالاحتشام والاختمار ، ثم تصر على تبرجها مستكبرة كأنها لم تسمعها في قوله سبحانه وتعالى : ويل لكل أفاك أثيم ، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم [ الجاثية الآيتان 7،6 ] .

نعم : إن التبرج هوى سيطر على النفوس ، وأعمى بصائر الرجال والنساء معا ، هوى خضع له صاغراً المتعلم والجاهل ، وخضع له المسلم الغافل كما خضع له الفاسد والملحد ، انقاد له الجميع بلا تردد ولا تورع ولا تأمل بل في امتثال واستسلام ، فتغاضوا عن تحريم الله تعالى له وأباحوه ، وانتحلوا المعاذير واختلقوا له المزايا ليبرروه .

اعلمي أيتها المرأة المؤمنة أن كل ما نهى الله عز وجل عنه في القرآن فهو من الكبائر خصوصاً هذا التبرج الذي شدد الله فيه الوعيد والتحذير ، وشدد فيه الرسول أعظم التشديد .

ألا فتيقني أيتها المرأة المسلمة إن التبرج هادم لكل الحسنات ، بل وهادم لحقيقة الإسلام ، وهو إثم من أكبر الآثام ، ففكري واعلمي أن من يستصغر الذنب يكبر إثمه على قدر استصغاره له ، وأن في تصغير الذنب تصغير لأمر الله وفي تعظيم الذنب دليل على القربى لله سبحانه وتعالى ، وفي الحديث : ” المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كالذباب وقع على وجهه فأطاره ” (9) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) موقوف صحيح ، أخرجه أحمد ( 1/383 ) والبخاري في الدعوات (11/102) والترمذي (4/2497) عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي  والآخر عن نفسه ، قال : ” إن المؤمن يرى ذنوبه . . فذكره نحوه ، ثم قال : لله أفرح بتوبة العبد . . ” الحديث .
وأخرج مسلم المرفوع فقط في التوبة .
قال النووي وابن بطال ووافقهما ابن حجر : إن الأول هو الموقوف والثاني هو المرفوع . انظر الفتح (11/105) .
تنبيه : قد وقع أخطاء في هذا الحديث في جامع الترمذي ( ط أحمد شاكر ) فلينتبه لها .

زر الذهاب إلى الأعلى