كفالة اليتيم في اللجان هل هي كفالة؟
السؤال : هل كفالة الأيتام عن طريق اللجان الخيرية ، هل هي كفالة يتيم فعلا ؛ ينال صاحبها أجر كافل اليتيم الذي ورد في حديث سهل بن سعد رضي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى ؛ وفرج بينهما ” . متفق عليه .
أم أنها مجرد صدقة ؛ وليست هي الكفالة المقصودة في هذا الحديث؟
الجواب :
الحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
وبعد :
فلا شك أنها كفالة يتيم ؛ يحصل صاحبها على الأجر الوارد فيها في الحديث ؛ متى أخلص النية لله تعالى .
والكافل هو الذي يقوم على رعاية اليتيم ، سواء كان ذلك بالمال ؛ أو كان بتربيته والقيام على شئونه ؛ من مطعم ولبس ومسكن ؛ وإذا كان هذا اليتيم له مال ، وكان وصيًّا على اليتيم ، أو له ولاية شرعية على هذا اليتيم ، فقام عليه خير قيام ؛ وربّاه وأحسن تربيته ، ولو من مال اليتيم ؛ فإنه يكون كافلاً له .
وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء ؛ في المملكة العربية السعودية الشقيقة ؛ برئاسة الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى ، وهذا نصها :
” مَنْ يَكفل يتيماً عن طريق المؤسسات الخيرية ؛ والهيئات الإغاثية الخيرية الموثوقة، التي تقوم برعاية اليتامى والعناية بهم ، من كسوةٍ وسكنى ونفقة ؛ وما يتعلق بذلك ، فإنه يدخل تحت مسمى كافل اليتيم إن شاء الله ، ويحصل على الأجر العظيم والثواب الجزيل المسبب لدخول الجنة ؛ لما رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أنا وكافلُ اليتيم في الجنة كهاتين ؛ وأشار بالسبابة والوُسطى ؛ وفرَّج بينهما شيئاً ” . رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما .
وهذا لفظ البخاري ؛ وليس هذا الأجر والثواب محصوراً فيمن كفل يتيما عنده في بيته، لكن كلما كان اليتيم أشد حاجة ، وقام من يكفله برعايته ، والعناية به بنفسه في بيته، فإنه يكون أعظم أجراً ، وأكثر ثوابا ممن يكفله بماله فقط .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس /عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو / بكر بن عبد الله أبو زيد
(فتاوى اللجنة : 14/250-251)
والحمدلله رب العالمين .