المظاهرات تقليد غربي
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وآله وصحبه ،
وبعد:
من الفتن التي ابتُلينا بها في عصرنا هذا الغزو الفكري الغربي لديار الإسلام , وما خلفه من آثار في شتى المجالات ، العقدية والخلقية والتربوية والسلوكية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها .
والعجيب أن مظاهر الغزو وصوره لم تقتصر فقط على الذين ليسوا بمتدينين ، بل لِحقت حتى بمن ينتسب إالى الديانة أحيانا ، بل ربما يتصدر لتدريس الناس وتعليمهم الدين !
ومما ورثه المسلمون من الغرب الكافر : المظاهرات ضد الحكام ، والتجمهر والاعتصامات ، وإثارة الاضطرابات لأجل المال والمناصب والدنيا !
حيث قلدوا الغرب في ذلك ، مصداقا لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر , وذراعا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم !
قيل : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟! “. متفق عليه
وبالنسبة للمظاهرات نقول باختصار:
إننا لا نعلم في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، وعمل السلف ، ما يدل على جوازها، أو ما يدل على مشروعيتها ، والمسلم عليه أن يكون متبعا لا مبتدعا ، ففي ذلك الغنية والكفاية عن الأمور المحدثة ،،،
وكل خير باتباع من سلف
وكل شر بابتداع من خلف
بل فيها من المخالفات للنصوص الشرعية الصحيحة ، والمفاسد والشرور الكثيرة ، وما تؤدي إليه أحيانا كثيرة من الأضرار بالأنفس والممتلكات ، ودخول ذوي الأغراض الفاسدة فيها ، ما هو معروف لكل ذي بصيرة ، مما يقضي بحرمتها ومنعها .
فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : ” من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الإمام فقد أطاعني ، ومن عصى الإمام فقد عصاني ” متفق عليه .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” على المرء المسلم الطاعة فيما أحب أو كره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا بمعصية ، فلا سمع ولا طاعة ” رواه ابن ماجة ( 2864) وغيره .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال : ” من رأى من أميره شيئا يكرهه , فليصبر عليه ؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت ، إلا مات ميتة جاهلية ” رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم ؛ كلما ذهب نبي خلفه نبي ؛ وأنه ليس كائن بعدي نبي فيكم ”
قالوا: فما يكون يارسول الله ؟ قال : ” تكون خلفاء فيكثروا ” قالوا: فكيف نصنع ؟
قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول ، أدوا الذي عليكم ، فسيسألهم الله -عز وجل- عن الذي عليهم ” رواه ابن ماجة (2871) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله .
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : … وذكر فيهم : ورجل بايع إماما ، لا يبايعه إلا لدنيا ! فإن أعطاه منها وفى له ، وإن لم يعطه منها لم يف له ” . متفق عليه .
وغيرها من أحاديث الباب ،،،
فهل بعد هذا الإرشاد إرشاد ، يا ذوي العقول والألباب ؟!!
وهل يترك قول من قال الله فيه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) النجم : 3-4 لأهواء البشر ورغباتهم وعوائدهم ؟!
كيف وقد منع منها كبار أهل العلم في هذا العصر ، كالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ، والشيخ المحدث الألباني ، والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين ، رحمهم الله ، والشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، والشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله ، وغيرهم كثير .
عصمنا الله والمسلمين جميعا من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
والله سبحانه أعلم ،،،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.