أرشيف الفتاوى

هل يكون المؤمن في درجة النبي

 

السؤال ( 92 )

هل يكون المؤمن في درجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو درجة الأنبياء يوم القيامة في الجنة ؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
أما جواب السؤال الأول :
فإن الله تعالى خلق الخلق وفاضل بينهم ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) ( القصص : 68 ) فاصطفى من بني آدم الأنبياء ، فهم أفضل البشر، كما قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ( آل عمران : 33 ) .
وقال عز وجل : ( اللهُ يَصْطَفَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( الحج :75 ) وقد أجمعت الأمة على تفضيل الأنبياء على غيرهم من أصناف المؤمنين ، من الصديقين والشهداء والصالحين ، ويدل أيضا على تفضيلهم قوله تعالى : ( وتلك حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَي وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الَعَالَمِينَ ? ( الأنعام :83-86 ) .
وقد رتب الله تعالى عباده السعداء الذين أنعم عليهم أربع مراتب ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( النساء : 69 ) .
فأول هذه المراتب وأعلاها : الأنبياء ، ثم الصديقون ، ثم الشهداء ، ثم الصالحون .
وقد ذكر العلماء أن من الاعتداء في الدعاء : سؤال الرجل ربه أن يكون بمنزلة الأنبياء !!
وأما ما جاء في بعض الأحاديث … كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ”  وقال بإصبعه السبابة والوسطى . رواه البخاري ومسلم .
فالمراد به : القرب في المنزلة من النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الحافظ ابن حجر ( 11/436 – الفتح ) : ويكفي في إثبات قرب المنزلة من المنزلة ، أنه ليس بين الوسطى والسبابة إصبع أخرى . أهـ .
والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى